الأحد، 24 أغسطس 2008

هشام لاشين يكتب عن ( مهرجين )الإسكندرية ال 24

لايزال مهرجان الاسكندرية السينمائي غير الدولي يعاني من الفضائح المتلاحقة عاما بعد عام .. فهو المهرجان الوحيد الذي لايكل ولايمل من الفشل مع سبق الاصرار والترصد عبر تحكم مجموعة من انصاف المتخصصين في مقدراته وادارة الموقف برمته بأسلوب الشلة او العزبة مع الاعتماد علي انفار قليلة ونصف مؤهلة في اخطر شئون المهرجان وعلي رأسها اسلوب جلب الافلام .. وكالعادة جاءت الفضائح هذا العام مبكرة جدا وقبل الافتتاح بساعات تم الغاء فيلم الافتتاح المغربي واستبداله بأخر تحت حجج واهية.. وايا ماكانت هذه الحجج فأن السؤال الذي يطرح نفسه .. كيف يحدث ذلك في مهرجان يريد لنفسه ان يكون محترما وصاحب سمعة دولية كما يدعون؟!! ان الحجج التي ابرزتها السيدة رئيسة المهرجان تكشف عن جهل واضح حتي بأسلوب الاعتذار الواجب كما تكشف عن عدم درايتها بأسلوب ادارة المهرجانات الواضح.. مثلها مثل رئيس جمعية كتاب ونقاد السينما .. حيث يبدو من كلام كلاهما انها لايعرفان شيئا عن مهرجان يقوما علي إدارته وهي في حد ذاتها فضيحة اخري بكل المقاييس .. وتعالوا نقرأ الحكاية والتصريحات لنعرف حجم الفضيحة! فجأة تم استبعاد الفيلم المغربي "كل ما تريده لولا" اخراج نبيل عيوش من افتتاح الدورة ال24 لمهرجان الاسكندرية السينمائي التي ستقام في الفترة من 26 الي 31 اغسطس 2008 بحجة أنه عرض سابقا فى مهرجانات عربية من بينها دبى وأبو ظبى وبالتالى فليس من المقبول أن يعرض فى افتتاح مهرجان الاسكندرية بعدهما بعام كامل تقريبا.وقالت الناقدة ايريس نظمي رئيسة المهرجان إن تغيير الفيلم في اللحظات الأخيرة أفضل كثيرا من عرض فيلم سبق عرضه مما يسيء للمهرجان أمام رواده "فربما يعترضون على عرض مهرجان الاسكندرية لفضلات المهرجانات الأخرى وهذا أمر غير مقبول تماما" على حد قولها.وهو مااعترض علية مراسل وكالة الانباء الالمانية بالقاهرة سلامة عبد الحميد واشار الي أن المهرجان يعلم جيدا أن الفيلم عرض سابقا في مهرجانات وأخرى وتم ذكر ذلك في النص المكتوب الذي وزع على الصحفيين إلا أن فكرة تغييره فجأة تثير الدهشة وتؤكد وجود أسباب أخرى أبرزها المشاهد الساخنة التي يضمها وتركيزه على فكرة شذوذ البطل المصري جنسيا ..بينما نفت رئيسة المهرجان تدخل الأسباب الأخلاقية قائلة إن كل الأفلام السينمائية تضم مشاهدا ربما يعتبرها البعض غير لائقة لكن هذا لا يمنع مشاركتها في أي مهرجان ومنها مهرجان الاسكندرية نافية أن يكون وراء تغيير الفيلم معاييرًا أخلاقية .. وكلام الست إيريس لايفسر أسباب علمها المتأخر بسبق عرض الفيلم .. فهي كرئيسة للمهرجان من الفترض ان تعلم بكل شيئ .. خصوصا اذا تعلق الأمر بالافلام .. وعدم العلم لايعفيها من المسئولية المباشرة خصوصا وأنه تردد ان رئيس الجمعية كان يبحث عنها طوال الايام الاخيرة السابقة للمهرجان واتضح انها في الساحل الشمالي بهدف التصييف!! فأين هي المسئولية الادبية عن ماحدث؟!! بينما عبرت سلمى الشافعى موزعة الفيلم عن استنكارها الشديد لإقدام مهرجان الاسكندرية على استبعاد الفيلم من العرض فى حفل الافتتاح وقالت الشافعى في رسالة الكترونية ارسلتها لشبكة السينما العربية ونشرت بالفعل تقول فيها"نحن ممثلو الفيلم نرسل لكم هذه الرسالة مستغربين ومستنكرين ما أعلمنا به عند اتصالنا بالسيدة إيريس نظمى رئيسة مهرجان الإسكندرية الدولى للتحدث عن تفاصيل رحلة الطاقم الفنى للفيلم المشارك حسب طلبهم بعرض افتتاح المهرجان". وأضافت الموزعة المغربية "تفاجئنا بجواب رئيسة المهرجان التى قالت لنا إنها لم تشاهد الفيلم إلا مؤخرا قبل أن تضيف أن الفيلم لا يتوفر فيه المواصفات الكافية لعرضه فى افتتاح المهرجان". وتابعت الشافعي "استغربنا هذا التصريح الذى جاء بعد عقد المؤتمر الصحفى الرسمى الذى تم فيه الإعلان عن برنامج المهرجان والذى أعلن رسميا خلاله عن برمجة العمل فى العرض الافتتاحى للمهرجان بحضور كل قيادات المهرجان بما فيهم ممدوح الليثى رئيس الجمعية المصرية لكتاب ونقاد السينما المنظم الرئيسي للحدث وإيريس نظمي رئيس المهرجان ". وقالت الشافعى "نستغرب كيف أن مهرجانا بهذا الحجم لم يقدم لنا إلى الآن أى توضيحات رسمية تبرر منع عرض هذا الفيلم بعد أن اتخذ إجراءات تنظيمية لتأكيد العرض كإرسال الدعوات الرسمية وتذاكر الطائرة خاصة وأن منع عرض الفيلم المغربى يتم بموازاة احتفال المهرجان باليوبيل الذهبى للسينما المغربية". وأوضحت أن هذا الإجراء "يعتبر فى حد ذاته إساءة لهذه السينما" التى يحتفى بها المهرجان ويستضيف أحد أبرز رموزها وهى الفنانة ووزيرة الثقافة المغربية ثريا جبران.. الطريف ان ممدوح الليثي رئيس الجمعة المنظمة للمهرجان قال في جريدة (المصري اليوم )، إن الفيلم المغربي كارثة فنية وأخلاقية، ويسيء إلي سمعة مصر.والسؤال التالي اين كان ممدوح الليثي ومديرة مهرجانه عندما تم اختيار الفيلم للأفتتاح اذا كان كارثة فنية وأخلاقية ؟ وهل كان بدوره في الساحل الشمالي او الجنوبي وقت الاعداد لمهرجان يريدون ان يكون دولياً؟وفي غضون هذا التهريج الاداري يظهر لنا أمين عام المهرجان ( سمير شحاتة) ليسيق بدوره الأعذار المضحكة والتي تكشف بدورها ان كل إدارة المهرجان كانت مغيبة .. وربما ان أحدهم قد أعطاهم شرابا اصفراَ مسكراً واقنعهم بأن الفيلم جيدا ثم افاقوا فجأة ليكتشفوا انه كارثة فنية واخلاقية مرة واحدة!! هكذا تدار الامور في مهرجان الاسكندرية منذ سنوات طويلة .. منتهي الاستخفاف والعمل بروح الهواة غير المدربين والاصرار علي الخطأ يعتبره هؤلاء فضيلة وشعار لايجب التنازل عنه.. وعزبة خاصة تدار حسب الاهواء والاكتشافات المفاجئة كل لحظة.. فمن ينتشل المهرجان من سقطاته المتتالية؟ وهل حان الوقت لتخلي محافظة الاسكندرية عن تلك المهزلة التي ترتكب كل عام بإسمها وربما بدعم لوجيستي واضح كل عام؟؟؟؟ لقد صرنا امام مجموعة من المهرجين وليس مهرجاناَ يحترم نفسه ويحترم جمهوره .. انه أقرب لسيرك يقفز ابطاله فوق الحبال لأستعراض حركاتهم الضاحكة .. لكن من المستحيل ان يكون فن البلياتشو فناَ بديلاَ لعالم السينما برسالته وابداعه المحكوم بقواعد وتقنيات عديدة ليس من بينها بالتأكيد ( التهريج) .. والفارق كبير بين المهرجان وبين المهرجين!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق